لوحة السفراء
بريشة الفنان الألماني هانز هولباين الأصغر (1498-1543)
رسمت عام 1533
الطول : 207 سم، العرض : 209.5 سم
مواد الرسم : زيت على خشب البلوط
من مقتنيات المتحف الوطني - لندن.
حينما كنت أتجول في المتحف الوطني البريطاني، وأنا في طريقي الى قاعة معينة قاصدة إحدى لوحات دافنشي، جذبتني قوى مغناطيسية خفية نحو لوحة السفراء للفنان الألماني هانس هولباين... توقفت مشدوهة أمامها، منقطعة الانفاس وأنا أنظر لوجهين يبدوان مألوفي الملامح لدي، رأيتهما كثيراً في يقظتي واحلامي، أسرني لونها الاخضر وحجمها والرموز الموضوعة فيها وخاصة السجادة الشرقية فعدت الى المنزل لأعرف عنها كل شيء وكانت المفاجأة ؛
لوحة السفراء (للفنان الألماني هانس هولباين 1533)
رسم الفنان هذه اللوحة في السادسة والثلاثين من عمره حينما كان مقيما في لندن، تطّلع أن يكون رسام البلاط، وقد تحقق حلمه بواسطة هذه اللوحة...
ظاهرياً :
تصور اللوحة شخصيتين معروفتين حينذاك هما سفيران فرنسيان :
الأول هو جان دي دنتيفيل الذي كان في التاسعة والعشرين من عمره وهو ماتم تسجيله في اللوحة كوثيقة اذ كتب التاريخ على شكل الغاز رقمية فوق غمد خنجره.
والثاني هو جورج دي سيلف الذي كان في الخامسة والعشرين من عمره وهو ماسجل على الكتاب الذي ارتكن اليه بذراعه اليمنى.
السفيران مع مقتنياتهما الثمينة التي أحضراها من خلال أسفارهما لدول مختلفة من أدوات فلكية وموسيقية وكتب وسجادة شرقية.
أسرار اللوحة :
مع الدراسة المستمرة عبر الازمان لهذه اللوحة المثيرة للجدل إكتشفوا فيها الكثير من الأسرار والامور الخفية التي لم يتوصلوا الى إستيعاب عبقرية آلية وطريقة رسمها في فترة زمنية كتلك الفترة.
السر الأول والأكبر في تلك اللوحة هو وجود تركيب غريب على الارضية أسفل اللوحة... وعند تحليلها بالإعتماد على طريقة هندسية معينة تبين إنها (جمجمة بشرية)، حيث يبدو من ذلك المنظور بان اللوحة ككل مرسومة بأبعاد ثلاثية لايمكن تنفيذها إلاّ بالإستعانة بتكنولوجيا الحاسبات...
ولوحظ أيضا إن هناك كتاب بروتستانتي وضع قرب عود مقطوع الوتر وكتاباته تشير الى الوصية الاولى من بين وصايا مارتن لوثر العشر، في حين إن الشخصيتين كاثوليكيتين ! كما إن وجود كرتين واحدة تمثل الارض والاُخرى تمثل القبة السماوية، يتعارضان بوضوح مع ما كانت تدافع عنه الكنيسة الكاثوليكية حينذاك.
في دراسة اُخرى، إكتشفوا إن اللوحة مقسومة الى جزئين أسفل وأعلى السجادة ؛ الجزء الأسفل يمثل الحياة الدنيا الفانية ممثلة بالجمجمة والأدوات البالية والعود المقطوع الوتر.. كل ذلك على كوكب الأرض الممثل بالكرة الأرضية الموضوعة على الرف.
أما الجزء العلوي المتمثل بأدوات فلكية تنتمي الى تلك الحقبة الزمنية، وكرة القبة السماوية تمثل الحياة الأخرى الخالدة، هناك في الاعلى.
يلاحظ أيضاً إن الشخصيتين تحملان ملامح متشابهة بعض الشيء، ومايثر الجدل إن أحدهما يرتدي جلباب شرقي نسائي كان موجوداً في تلك الفترة وإن أكتافه وكفيه اللواتي تظهران من جسده المغطى أقرب ماتكون أنثوية، بينما يمثل الآخر رمزاً رجولياً بطبيعة جسده وملابسه والخنجر الذي يمسكه بيده.
كما إن وجود نصف تمثال ليسوع أعلى يسار اللوحة جعلني أفكر: ياترى ماذا يخفي النصف الآخر الإلهي ؟
وهناك الكثير من الرموز والدلالات والرسوم والطيور المنقوشة بدقة وبراعة رقمية على الستارة الخضراء...
ولايزال البحث مستمراً...
